قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَيُنَوَّرُ لَهُ
فِيهِ، وَيُعَاد الْجَسَدُ لِمَا بُدِئَ مِنْهُ، وَتُجْعَلُ رُوحُهُ نَسَمَ طَيْرٍ
يَعْلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ»، قال: «فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ
فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ
وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ﴾[إبراهيم:
27] »، وذكر في
الكافر ضد ذلك، أنه قال: «يُضَيَّقُ
عَلَيْهِ قَبْرُهُ إِلَى أَنْ تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ؛ فَتِلْكَ الْمَعِيشَةُ
الضَّنْكُ الَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ
أَعۡمَىٰ﴾[طه: 124] ».
قال الشيخ رحمه الله: هذا الحديث أَخْصَر وحديث البَرَاء المتقدم أطول ما في السُّنن؛ فإنهم اختصروه لذكر ما فيه من عذاب القبر، وهو في «المسند» وغيره بطوله، وهو حديث حسن ثابت، يقول النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآْخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، وَيَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عليه السلام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ، قَالَ: فَتَخْرُجُ فَتَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا، فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَْرْضِ، قَالَ: فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلاَ يَمُرُّونَ [يَعْنِي: بِهَا] عَلَى مَلإٍَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إلاَّ قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ - بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا - حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُمْ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا،
الصفحة 7 / 458