كما دل على ذلك الكتاب
والسُّنة، مثل قوله تعالى: {فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ﴾[الأعراف: 8]، {وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ﴾[الأعراف: 9]، وقوله: {وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ
لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾[الأنبياء: 47]، وفي «الصَّحيِحين»
عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كَلِمَتَانِ
خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى
الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» ([1])، وقال عن سَاقَيِ ابن مسعود: «لَهُمَا فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ
مِنْ أُحُدٍ ([2])، وفي الترمذي وغيره من حديث البطاقة ([3])، وصححه الترمذي والحاكم وغيرهما «فِي الرَّجُلِ يُؤْتَي بِهِ فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ
سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ، فَتُوضَعُ فِي كِفَّةٍ،
وَيُؤْتَى لَهُ بِبِطَاقَةٍ فِيهَا شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»،
قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: «فَطَاشَتِ
السِّجِلاَّتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ» ([4])، وهذا وأمثاله مما يبين أن الأعمال تُوزن بموازينَ يتبين
بها رُجْحَانُ الحسنات على السيئات وبالعكس؛ فهو ما تبين به العدل، والمقصود
بالوزن العدل كموازين الدنيا، وأما كيفية تلك الموازين فهو بمنزلة كيفية سائر ما
أخبرنا به من الغيب.
وسُئل رحمه الله عن الأطفال الذين يموتون ما حكمهم؟ فقال ([5]): وأطفال الكفار أصح الأقوال فيهم: أن الله أعلم بما كانوا عاملين؛ كما أجاب بذلك النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الصَّحيِح ([6])، وطائفة من أهل
([1])أخرجه: البخاري رقم (6043)، ومسلم رقم (2694).