الحديث وغيرهم قالوا: إنهم كلهم في النار، وطائفة جزموا أنهم كلهم في الجنة، واحتجوا بحديث رؤيا النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لما رأى إبراهيم الخليل وعنده أطفال المؤمنين، قيل: يا رسول الله، وأطفال المشركين؟ قال: «وَأَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ» ([1])، والصواب أن يُقال: الله أعلم بما كانوا عاملين، ولا نحكم لمُعيَّن منهم بجنة ولا نار، وقد جاء في عدة أحاديث: أنهم يوم القيامة في عَرَصَات القيامة يُؤمرون ويُنهَون؛ فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، وهذا هو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن أهل السُّنة والجماعة، والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء، وهي الجنة والنار، وأما عرصات القيامة فيُمتحنون فيها كما يُمتحنون في البَرْزَخ؛ فيقال لأحدهم: من ربك؟ ما دينك؟ ومن نبيك؟ وقال تعالى: {يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ﴾[القلم: 42] الآية، وقد ثبت في الصحاح من غير وجه حديثُ تَجَلِّي الله لعباده في الموقف ([2])؛ إذ قيل: ليتبع كل قوم ما كانوا يعبدون؛ فيتبع المشركون آلهتهم، ويبقى المؤمنون، فيتجلى لهم الرب في غير الصورة التي يعرفون فينكرونه، ثم يتجلى لهم في الصورة التي يعرفونها؛ فيسجد له المؤمنون وتبقى ظهور المنافقين كقرون البقر؛ يريدون السجود فلا يستطيعون، وذكر قوله: {يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ﴾[القلم: 42] والكلام على هذه الأمور مبسوط في غير هذا الموضع.
([1])أخرجه: البخاري رقم (7047).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد