الأحاديث الصَّحيِحة
الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوَّطون
ولا يَبْصُقون، لم يخالف من المؤمنين بالله ورسوله أحدٌ، وإنما المخالف في ذلك
أحدُ رجلين: إما كافر، وإما منافق، أما الكافر؛ فإن اليهود والنصارى ينكرون الأكل
والشرب والنكاح في الجنة، يزعمون أن أهل الجنة إنما يتمتعون بالأصوات المطربة
والأرواح الطيبة مع نعيم الأرواح، وهم يقرون مع ذلك بحشر الأجساد مع الأرواح
ونعيمها وعذابها.
وأما طوائفُ من الكفار وغيرهم من الصابئة والفلاسفة - ومن وافقهم
- فيقرون بحشر الأرواح فقط، وأن النعيم والعذاب للأرواح فقط، وطوائفُ من الكفار
والمشركين ينكرون المعاد بالكلية؛ فلا يقرون لا بمعاد الأرواح ولا الأجساد، وقد
بين الله تعالى في كتابه على لسان رسوله أَمْر معاد الأرواح والأجساد، ورد على
الكافرين والمنكرين لشيء من ذلك.
وأما المنافقون من هذه الأمة الذين لا يقرون بألفاظ القرآن والسُّنة المشهورة؛ فإنهم يُحرِّفون الكَلِم عن مواضعه، ويقولون: هذه أمثال ضُربت لنفهم المعاد الروحاني، وهؤلاء مثل القرامطة الباطنية الذين قولهم مؤلف من قول المجوس والصابئة، ومثل المتفلسفة الصابئة المنتسبين إلى الإسلام، وطائفة ممن ضاهوهم من كاتب أو متطبب أو متكلم أو متصوف - كأصحاب رسائل إخوان الصفا، وغيرهم - أو منافق، وهؤلاء كلهم كفار يجب قتلهم باتفاق أهل الإيمان؛ فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد بين ذلك بيانًا شافيًا قاطعًا للعذر، وتواتر ذلك عند أُمته خاصِّها وعامِّها، وقد ناظره بعض اليهود في جنس هذه المسألة، وقال:
الصفحة 8 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد