أشفق أبو بكر، وقال: أنا
كنت أظلم يا رسول الله - مرتين - فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ
فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ
وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي؟ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا
لِي صَاحِبِي؟»؛ فما أُوذِيَ بعدها ([1]).
قال البخاري: غامر: سبق بالخير ([2]).
وفي «الصَّحيِحين» عن ابن عباس قال: وُضع عمر على سريره
فتَكَنَّفه الناس يَدْعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يُرفع، وأنا فيهم فلم
يَرُعْنِي إلاَّ رجلٌ قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت فإذا هو علي، وتَرَحَّم على
عمر وقال: ما خَلَفْت أحدًا أحب إلي أن ألقى الله عز وجل بعمله منك، وَايْمُ الله،
إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذلك أني كنت كثيرًا ما أسمع النَّبيّ صلى
الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا
وأبو بكر وعمر ([3])؛ فإن كنت أرجو أو أظن أن يجعلك الله معهما.
وفي «الصَّحيِحين» وغيرهما: أنه لما كان يوم أحد قال أبو سفيان لما أُصيب المسلمون: أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا تجيبوه»، فقال: أفي القوم ابن أبي قُحَافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا تجيبوه»، فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا تجيبوه»، فقال لأصحابه: أما هؤلاء فقد كُفِيتُموهم، فلم يملك عمر نفسه أن
([1])أخرجه: البخاري رقم (3461).
الصفحة 5 / 458