×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

 وأما غير ذلك فلا يشرع استلامه ولا تقبيله كجوانب البيت والركنين الشاميين ومقام إبراهيم والصخرة، والحجرة النبوية، وسائر قبُور الأنبياء والصالحين.

وفي «الصَّحيِحين»: عن أبي هُريْرَة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَاتَلَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قبُور أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1])، وفي رواية لمسلم: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى!! اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([2]).

وفي «الصَّحيِحين» أيضًا عن عَائشَة وابن عباس قالا: لما نزل برسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى !! اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([3])، يحذر ما صنعوا.

وفي «الصَّحيِحين» أيضًا عن عَائشَة قالت: قال رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى !! اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([4])، ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا.

وفي «صَحِيح مسلم» عن جندب بن عبْد اللهِ قال: سمعت رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قبل موته بخمس وهو يقول: «إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً!


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (437)، ومسلم رقم (530).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1324)، ومسلم رقم (531).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1324)، ومسلم رقم (531).

([4])أخرجه: البخاري رقم (1324)، ومسلم رقم (531).