وأما غير ذلك فلا يشرع
استلامه ولا تقبيله كجوانب البيت والركنين الشاميين ومقام إبراهيم والصخرة،
والحجرة النبوية، وسائر قبُور الأنبياء والصالحين.
وفي «الصَّحيِحين»: عن أبي هُريْرَة رضي الله عنه، عن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَاتَلَ
اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قبُور أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1])، وفي رواية لمسلم: «لَعَنَ
اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى!! اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»
([2]).
وفي «الصَّحيِحين» أيضًا عن عَائشَة وابن عباس قالا: لما نزل
برسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها
عن وجهه، فقال وهو كذلك: «لَعَنَ اللهُ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى !! اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([3])، يحذر ما صنعوا.
وفي «الصَّحيِحين» أيضًا عن عَائشَة قالت: قال رسُول اللهِ صلى
الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: «لَعَنَ
اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى !! اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»
([4])، ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا.
وفي «صَحِيح مسلم» عن جندب بن عبْد اللهِ قال: سمعت رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قبل موته بخمس وهو يقول: «إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً!
([1])أخرجه: البخاري رقم (437)، ومسلم رقم (530).