×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

 ألا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، ألا فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ! إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1]).

وفي «صَحِيح مسلم» عن أبي مرثد الغنوي، أن رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا» ([2])، وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسُول اللهِ: صلى الله عليه وسلم «الأَْرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إلاَّ الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ.» ([3])، رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجه، وعلله بعضهم بأنه روي مرسلاً، وصححه الحفاظ.

وفي «الصَّحيِحين» عن عَائشَة رضي الله عنها قالت: لما اشتكى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وذكر له بعض نسائه أنها رأت كنيسة بأرض الحبشة يقال لها: مارية، وكانت أم سلمة وأم حبيبة أتيتا أرض الحبشة فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فرفع رأسه فقال: «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ.» ([4]).

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ» ([5])، رواه أهل السنن كأبي داود والنسائي والترمذي، وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: صَحِيح.

وفي «موطأ مالك»، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (532).

([2])أخرجه: مسلم رقم (972).

([3])أخرجه: الترمذي رقم (317)، وابن ماجه رقم (745)، والدارمي رقم (1430)، وأحمد رقم (11784).

([4])أخرجه: البخاري رقم (424)، ومسلم رقم (528).

([5])أخرجه: أبو داود رقم (3236)، والترمذي رقم (1056)، والنسائي رقم (2043).