قلتُ: يريدُ رحمه الله أنَّ فقهَ العقيدةِ أهمُّ من فقهِ
الفروع، فليتنبه لذلك الذين لا يهتمون بأمرِ العقيدةِ من الدُّعاةِ في زمانِنا
هذا.
قال أبو مطيع الحَكَم بنُ عبدِ الله: قلت: أخبرني عن أفضلِ الفقه؟ قال: تعلُّمُ الرجلِ الإيمانَ والشرائعَ والسُّننَ والحدودَ واختلافَ الأئمة، وذِكرُ مسائلِ الإيمانِ ثم ذِكْرُ مسائلِ القَدَر، والرَّدُّ على القَدَرية بكلامٍ حسَنٍ ليس هذا موضوعُه، ثم قال: قلت: فما تقولُ فيمن يأمرُ بالمعروفِ وينهى عن المنكر، فيتَّبعَه على ذلك أُناسٌ فيخرجَ على الجماعة، هل ترى ذلك؟ قال: لا، قلت: ولم؟ وقد أمرَ اللهُ ورسولُه بالأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر، وهو فريضةٌ واجِبة؟ قال: هو كذلك، لكن ما يُفسدون أكثر مما يُصلحون من سفْكِ الدماءِ واستحلالِ الحرام، قال: وذِكْرُ الكلامِ في قتلِ الخوارجِ والبُغاة إلى أن قال: قال أبو حنيفة عمن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر؛ لأنَّ اللهَ يقول: {ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾[طه: 5]، وعرشُه فوقَ سبعِ سماواته، قلت: فإن قال: إنه على العرشِ استوى، ولكنه يقول: لا أدري العرشُ في السماءِ أم في الأرض؟ قال: هو كافر؛ لأنه أنكرَ أنْ يكونَ في السماءِ لأنه تعالى في أعلى عليين، وأنه يُدْعَى من أعلى لا من أسفل، وفي لفظ: سألتُ أبا حنيفة عمن يقول: لا أعرفُ ربي في السماءِ أم في الأرض؟ قال: قد كفر؛ لأنَّ اللهَ يقول: {ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾[طه: 5] وعرشُه فوقَ سبعِ سماواته، قال: فإنه يقول: على العرشِ استوى، ولكن لا يدري العرش في الأرضِ أو في السماء؟ قال: إذا أنكر أنه في السماءِ فقد كفر.