بَلَىٰ وَلَٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ
٧١ قِيلَ ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ
جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ ٧٢﴾[الزمر: 71-
72]، وقوله: {وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ
لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ﴾[العنكبوت: 68] فهَذِه كُلُّها يَدخُل فيها المُنافِقون الذين
هم في الباطِن كفَّار ليس معهم من الإِيمَان شيءٌ، كما يَدخُل فيها الكفَّار
المُظهِرون للكُفرِ، بل المُنافِقون في الدَّرْك الأَسفَلِ من النَّار، كما أخبَرَ
الله بذلك في كتابه.
ثم إنه عز وجل قد يَقْرِن الكُفرَ بالنِّفاقِ في مَواضِع، ففي أوَّل البَقَرة ذَكَر أربعَ آياتٍ في صِفَة
المُؤمِنين، وآيَتَيْن في صفة الكافِرِين، وبِضْعَ عشرة آيةً في صفة المُنافِقين،
وقال: {إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ
جَمِيعًا﴾[النساء: 140]، وقال: {يَوۡمَ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ
لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ قِيلَ ٱرۡجِعُواْ
وَرَآءَكُمۡ فَٱلۡتَمِسُواْ نُورٗاۖ﴾[الحديد: 13] إلى قوله: {فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ
مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ﴾[الحديد: 15]، وقال {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ
وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ﴾[التوبة: 73]
في سورتين، وقال: {أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ
نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ﴾[الحشر: 11]
وكَذلِكَ لَفظُ المُشرِكين قد يُقْرَن بأَهلِ الكِتابِ فَقَط،
وقد يُقْرَن بالمِلَل الخَمْسِ، كما في قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ
هَادُواْ وَٱلصَّٰبِِٔينَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلۡمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ
إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡصِلُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ﴾[الحج: 17].
والأول كقوله: {لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ﴾[البينة: 1].