وقال: {يَوۡمَ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ
لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ قِيلَ ٱرۡجِعُواْ
وَرَآءَكُمۡ فَٱلۡتَمِسُواْ نُورٗاۖ﴾[الحديد: 13] إلى قوله: {فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ
مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ﴾[الحديد: 15].
وقال: {أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ
نَافَقُواْ يَقُولُونَ لِإِخۡوَٰنِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾[الحشر: 11] الآية.
وكَذلِكَ لَفظُ المُشرِكين قد يُقْرَن بأهل الكتاب، وقد يُقْرَن
بالمِلَل الخَمْسِ؛ كما في قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ
هَادُواْ وَٱلصَّٰبِِٔينَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلۡمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ
إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡصِلُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ﴾[الحج: 17].
والأول - أي: قَرْنُ المشركين مع أهل الكتاب - كقوله: {لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ
مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ﴾[البينة: 1].
وقوله {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ
أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ
أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ﴾[البينة: 6].
وقوله: {فَإِنۡ حَآجُّوكَ فَقُلۡ
أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ
وَٱلۡأُمِّيِّۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُواْ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن
تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾[آل عمران: 20].
وليس أحد بعد مَبعَث مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إلاَّ من الذين أُوتُوا الكِتابِ والأُمِّيِّين، وكلُّ أمَّة لم تَكُن من أهل الكتاب فهم من الأُمِّيِّين، كالأُمِّيِّين العرب ومن الخَزَر والصَّقالِبَة والهند والسُّودان وغَيرِهم من الأُمَم الذين لا كِتابَ لهم، فهَؤُلاءِ كلُّهم أُمِّيُّون، والرسول مبعوثٌ إليهم كما بُعِث إلى الأُمِّيِّين من العرب.