وقال: {وَءَاتَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَا
حَسَنَةٗۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾[النحل: 122]، وقال: {رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾[الصافات: 100]، {رَبِّ هَبۡ لِي حُكۡمٗا وَأَلۡحِقۡنِي
بِٱلصَّٰلِحِينَ﴾[الشعراء: 83]، وقال يوسف: {وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي
عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾[النمل: 19].
وقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتَّفَق
على صحَّتِه: لمَّا كانُوا يُقُولون في آخِرِ صَلاتِهِم: السَّلامُ على الله من
عِبادِه، السلام على فلان، فقال لنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، فَإِذَا
قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ
وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ
وَرَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ
الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي
السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ» ([1])الحديث.
وقد يُذكَر الصالح مع غَيرِه، كقوله تعالى: {فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ
وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ﴾[النساء: 69].
قال الزجاج وغيره: «الصَّالِحُ القَائِمُ بحُقوقِ الله وحُقوقِ
عِبادِهِ».
ولَفظُ الصَّالح خِلافُ الفاسِدِ، فإذا أُطلِق فهو الذي أصلَحَ
جَمِيعَ أَمْرِه فلم يَكُن فيه شيء من الفساد، فاستَوَت سَرِيرَتُه وعَلانِيَتُه وأَقوالُه
وأَفعالُه على ما يُرضي ربَّه، وهذا يتناول النَّبيِّين ومَن دُونَهُم.
ولَفْظُ الصِّدِّيق قد جُعِل هنا معطوفًا على النَّبيِّين، وقد
وَصَف به النَّبيِّين في مثل قَولِه: {وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ
إِبۡرَٰهِيمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيًّا﴾[مريم: 41]، {وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِدۡرِيسَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيّٗا﴾[مريم: 56].
وكَذلِكَ الشَّهيد قد جُعِل هنا قَرِينَ الصِّدِّيقين والصَّالحين، وقد قال: {وَجِاْيٓءَ بِٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ﴾[الزمر: 69].
([1])أخرجه: البخاري رقم (5876)، ومسلم رقم (402).