قيل: سبب نُزولِها العُرَنِيُّون الذين ارتدُّوا وقَتَلوا
وأَخَذوا المال.
وقيل: سببه ناسٌ مُعاهَدون نَقَضوا العهد وحاربوا.
وقيل: المُشرِكون، فقد قَرَن بالمُرتدِّين المُحارِبين وناقِضِي
العَهدِ المُحارِبين وبالمُشرِكين المُحارِبين.
وجُمهُور السَّلَف والخَلَف على أنَّها تتناوَلُ قُطَّاع
الطَّريق من المسلمين.
والآية تتناول ذلك كله؛ ولهذا كان مَن تاب قبل القُدرَة عَلَيه
من جَميعِ هَؤُلاءِ، فإنَّه يسقُط عنه حقُّ الله.
وكَذلِكَ قَرَن الصَّلاحَ والإِصلاحَ بالإِيمَان في مواضِعَ
كثيرة؛ كقوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾[البقرة: 277].
{فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا
خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾[الأنعام: 48].
ومعلومٌ أنَّ الإِيمَان أفضَلُ الإِصلاحِ وأفضَلُ العمل
الصَّالح.
كما جاء في الحديث الصحيح أنه قيل: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ
الأَْعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ
بِاللهِ» ([1]).
وقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ
وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ﴾[طه: 82]، وقال: {إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ
وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا﴾[مريم: 60].
وقال: {إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ
وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَئَِّاتِهِمۡ
حَسَنَٰتٖۗ﴾[الفرقان: 70].
وقال في القذف: {إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ﴾[آل عمران: 89].
([1])أخرجه: البُخاريّ رقم (26)، ومسلم رقم (83).
الصفحة 16 / 458