×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

وقيل: لا يَشعُرون أنَّ الله يُطْلِع نَبِيَّه على فَسادِهِم.

والقول الأول يتناول الثاني فهو المراد، كما يدل عَلَيه لفظ الآية.

وقال تعالى: {إِنَّ وَلِـِّۧيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّٰلِحِينَ[الأعراف: 196].

وقال: {قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُۖ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبۡطِلُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ[يونس: 81].

وقول يوسف: {تَوَفَّنِي مُسۡلِمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّٰلِحِينَ[يوسف: 101].

وقد يَقرِن أَحدَهُما - أي: الفساد والصلاح - بما هو أخَصُّ منه، كقوله: {وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ[البقرة: 205]، قيل: بالكفر، وقيل: بالظلم، وكلاهما صحيح.

وقال تعالى: {تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ[القصص: 83].

وقال تعالى: {مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ[المائدة: 32].

وقَتْل النَّفْسِ الأوَّلُ من جُملَة الفسادِ، لكنَّ الحقَّ في القتل لوليِّ المَقتُول، وفي الرِّدَّة والمُحارَبة والزِّنا: الحقُّ فيها لعُمُوم الناس؛ ولهذا يقال: هو حقُّ الله، ولهذا لا يُعفَى عن هذا كما يُعفَى عن الأول لأنَّ فسادَهُ عامٌّ.

قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ[المائدة: 33].


الشرح