قال الشيخ رحمه الله: ونحن نذكر عمدتَهم لكونه مشهورًا عند
كثيرٍ من المتأَخِّرين المُنتسبين إِلى أهلِ السُّنَّة، قال القاضي أبو بكر في «التَّمهيد»:
فإِن قالوا: فخبرونا عن الإِيمَان عندكم؟ قيل: الإِيمَان: هو التصديق بالله
وهو العلم، والتصديق يوجد بالقلب، فإِن قال: فما الدَّليل على ما قلتم؟ قيل:
إِجمَاع أهل اللغة قاطبةً على أن الإِيمَان قبل نزول القرآنِ وبعثة النَّبيّ صلى
الله عليه وسلم هو التَّصديق، لا يعرفون في اللغة إِيمَانا غير ذلك، ويدلَّ على
ذلك قوله تعالى: {وَمَآ أَنتَ بِمُؤۡمِنٖ لَّنَا﴾[يوسف: 17]؛ أي: بمصدِّقٍ لنا، ومنه قولهم: فلان يُؤمن
بالشَّفاعة، وفلانٌ لا يؤمن بعذابِ القبر، أي: لا يصدِّق بذلك، فوجب أَن الإِيمَان
في الشريعة هو الإِيمَان المعروف في اللغة؛ لأن الله ما غيَّر اللسان العربي ولا
قلَبه، ولو فعل ذلك لتواترت الأَخبار بفعله، وتوفرت دواعي الأمَّة على نقله، ولغلب
إظهاره على كتمَانه، وفي علمنا أنَّه لم يفعل ذلك بل إقرارِ أَسماء الأشياءِ
والتَّخاطب على ما كان دليل، دليل على الأشياء والتخاطب عنعت الأمة وسلفها، كما
يقولون.
***
الصفحة 5 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد