الْمَصَادِر الَّتِي
تُؤْخَذ عَقِيدَة التَّوْحِيد وَعَقِيدَة الإِْيمَان مِنْهَا هِي: الْكِتَاب
وَالسَّنَة، وَمَنْهَج السَّلَف، فَإِن الْقُرْآن قَد بَيَّن الْعَقِيدَة بيانًا
شافيًا، وَبَيَّن مَا يُخَالِفُهَا وما يُضَادُّهَا وما يُخِلُّ بِهَا، وشخَّص
كُلَّ الأَْمْرَاض الَّتِي تُخِلُّ بِهَا، وكذلك سُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم وَسِيرَتِه وَدَعْوَتِه وَأَحَادِيثِه، وكذلك السَّلَف الصَّالِح: الصَّحَابَة
والتابعون وَأَتْبَاع التَّابِعِين مِن الْقُرُون الْمُفَضَّلَة، قَد اعْتَنَوْا
بِتَفْسِير الْقُرْآن وشَرْح السُّنَّة، وَبَيَان الْعَقِيدَة الصَّحِيحَة
وَتَبْيِينَهَا لِلنَّاس، فَيُرْجَع بَعْد كِتَاب اللَّه وَسُنَّة رَسُولِه صلى
الله عليه وسلم إِلَى كَلاَم السَّلَف الصَّالِح، وَهْو مُدَوَّن وَمَحْفُوظ فِي
كُتُب التَّفْسِير وَشُرُوح الْحَدِيث، ومدون أيضًا بِشَكْل خَاصٍّ فِي كُتُب
الْعَقَائِد.
وَأَمَّا مَن يُتلقى عَنْهُم الْعَقِيدَة: فَهُم أَهْل التَّوْحِيد،
وَعُلَمَاء التَّوْحِيد الَّذِين درسوا هَذِه العقيدة دِرَاسَة وَافِيَة،
وَتَفَقَّهُوا فِيهَا، وَهْم مُتَوَفِّرُون ولله الْحَمْد خصوصًا فِي هَذِه
الْبِلاَد بِلاَد التَّوْحِيد، فَإِن عُلَمَاء هَذِه الْبِلاَد عَلَى وَجْه
الْخُصُوص وَعُلَمَاء الْمُسْلِمِين الْمُسْتَقِيمِين عَلَى وَجْه الْعُمُوم،
لَهُم عِنَايَة بِعَقِيدَة التَّوْحِيد، يُدَرِّسُونَهَا ويُفَهِّمُونَهَا،
ويوضحونها لِلنَّاس وَيَدْعُون إِلَيْهَا، فَالرُّجُوع إِلَى أَهْل التَّوْحِيد
وإلى عُلَمَاء التَّوْحِيد الَّذِين سَلِمَت عَقِيدَتُهُم وَصَفَتْ، هُم الَّذِين
تُؤْخَذ عَنْهُم عَقِيدَة التَّوْحِيد.
أَمَّا الاِنْصِرَاف عَن الْعَقِيدَة إِلَى كُتُب الثقافات الْعَامَّة، وَالأَْفْكَار المستوردة مِن هُنَا وهناك، فَهَذِه لاَ تُغْنِي شيئًا، وَهْي كَمَا يَقُوْل الْقَائِل: «لَحْم جَمَل غَثّ، فَوْق جَبَل وَعْر لاَ سَمِين فينتقى، ولا سَهْل فَيُرْتَقَى»، وَهَذِه كُتُب لاَ يَضُرّ الْجَهْل بِهَا، ولا يَنْفَع الْعِلْم بِهَا.
الصفحة 2 / 144
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد