×
الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجْدِيدَة

وَمِنَ الْمَعْلُوم أَنَّه لاَ يُمْكِن أن يَتِمَّ اجْتِمَاع بَيْن الْمُؤْمِنِين ولا تتكون لَهُم جَمَاعَة إلاَّ بِوُجُود قِيَادَة صَالِحَة، تَأْخُذ عَلَى الظَّالِم، وَتُنْصِف الْمَظْلُوم، وَتُدَافِع عَن الْبِلاَد، وَيُرْجَع إِلَيْهَا فِي تَنْفِيذ الأَحْكَام الشَّرْعِيَّة، وَحِمَايَة الأَْمْن؛ وَلَهَذَا انْعَقَد إجْمَاع أَهْل السنّة عَلَى وُجُوب تَنْصِيب الإمام.

وَلَمَّا تُوفي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَم يَقُم الصَّحَابَة بِتَجْهِيزِه صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَصَبُوا لَهُم إمامًا يَخْلُف الرَّسُول صلى الله عليه وسلم؛ فَبَايعُوا أَبا بَكْر الصِّدِّيق رضي الله عنه؛ مِمَّا يدلُّ عَلَى ضَرُورَة هَذَا الأَمْر، وَعَدَم التَّسَاهُل فِيْه.

س85: مَا هِي أَسْبَاب وَوَسَائِل الاِجْتِمَاع؟

ج: أَسْبَاب الاِجْتِمَاع هِي:

أولاً: تَصْحِيح الْعَقِيدَة؛ بِحَيْث تَكُون سَلِيمَة مِن الشِّرْك؛ قَال تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ [المؤمنون: 52]؛ لأَنّ الْعَقِيدَة الصَّحِيحَة هِي الَّتِي تؤلّف بَيْن الْقُلُوب، وَتُزِيل الأَْحْقَاد، بِخِلاَف مَا إِذَا تعدَّدت الْعَقَائِد، وتنوّعت الْمَعْبُودَات؛ فَإِن أَصْحَاب كُلِّ عَقِيدَة يتحيَّزون لِعَقِيدَتِهِم ومَعْبُودَاتِهِم، ويَرَوْنَ بُطْلاَن مَا عَلَيْه غَيْرِهِم؛ وَلَهَذَا قَال تَعَالَى: ﴿ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ [يوسف: 39].

وَلَهَذَا كَان الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة متشتِّتين، مُسْتَضْعَفِين فِي الأَرْض، فَلَمَّا دَخَلُوا فِي الإسلام، وصَحَّت عَقِيدَتُهُم؛ اجْتَمَعَت كَلِمَتُهُم، وتَوَحَّدَت دَوْلَتُهُم.


الشرح