ثَانِيًا: السَّمْع وَالطَّاعَة لِوَلِيّ أَمْر الْمُسْلِمِين؛ وَلَهَذَا قَال
صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ
بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ
حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا...»
الْحَدِيث ([1]))؛ لأَنّ مَعْصِيَة
وليّ الأَمْر سَبَب لِلاِخْتِلاَف.
ثالثًا: الرُّجُوع إِلَى الْكِتَاب وَالسُّنَّة لِحَسْم النِّزَاع وَإِنْهَاء
الاِخْتِلاَف، قَال تعالى: ﴿فَإِن
تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ
تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ
تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59]؛ فَلا يُرْجَع إِلَى آرَاء الرِّجَال
وَعَادَاتِهِم.
رابعًا: الْقِيَام بِإِصْلاَح ذَات البَين عِنْدمَا يدبُّ نِزَاع بَيْن
الأَْفْرَاد، أَو بَيْن الْقَبَائِل؛ قَال تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1].
خامسًا: قِتَال البُغاة وَالْخَوَارِج، الَّذِين يُرِيدُون أن يُفَرِّقُوا كَلِمَة الْمُسْلِمِين؛ إِذَا كانوا أَهْل شَوْكَة وقوَّة تهدِّد الْمُجْتَمِع الْمُسْلِم، وَتُفْسِد أَمَّنَه، قَال تَعَالَى: ﴿فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي﴾ [الحجرات: 9]؛ وَلَهَذَا قَاتَل أَمِير الْمُؤْمِنِين عَلَيّ بن أَبِي طَالِب رضي الله عنه الْبُغَاة وَالْخَوَارِج، وعُدَّ ذَلِك مِن أَفْضَل مَنَاقِبِه - رضي الله عنه وَأَرْضَاه -.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).
الصفحة 2 / 144
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد