اللهُ عَلَيْكِ، وعَلَى جَسَدٍ
كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ، فينطَلِقُ بِه إلى ربِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقُوا بِهِ
إِلَى آخِرِ الأَْجَلِ، قَالَ: وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا خَرَجَتْ رُوحَهُ - قَالَ
حَمَّادٌ: وَذَكَرَ مِنْ نَتْنِهَا وَذَكَرَ لَعْنَهَا - فَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ:
رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأَْرْضِ، قَالَ: فَيُقَالُ: انْطَلِقُوا
بِهِ إِلَى آخِرِ الأَْجَلِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فلمَّا ذَكَرَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّتْنَ رَدَّ على أَنْفِه رَيْطَةً كَانتْ
عَلَيْهِ ([1])، ثم ذَكَر الشيخُ رحمه الله أَحَاديثَ كَثيرةً
وأحَادِيثَ فِي هذا المَعْنَى ثُم قَالَ: فَقَدْ بَانَ بِمَا ذَكَرْنَاه أَنَّ مَن
قَال: إِنَّ أَرْوَاحَ بَنِي آدَمَ قَديمةٌ غيرُ مَخلُوقَةٍ فهو مِن أَعظمِ أَهلِ
البِدَعِ الحُلُوليةِ الذينَ يَجُرُّ قَولُهم إلى التَّعطيلِ بِجَعْلِ العَبدِ هُو
الربُّ وغيرُ ذَلكَ مِنَ البِدَعِ الكَاذِبَةِ المُضِلَّةِ.
يُوَاصِلُ الشيخُ تَقِيُّ الدينِ ابنُ تَيمِيَّةَ رحمه الله الردَّ علَى مَنْ يَقُولُ إِنَّ الأَرْوَاحَ قَديمةٌ، ويُبَيَّنُ مَعْنَى قولِه تَعَالَى: {قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي﴾[الإسراء: 85]، فَيَقُولُ: وأمَّا قولُه تعالى: {قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي﴾[الإسراء: 85] فقد قِيلَ: إِنَّ الرُّوحَ هُنا لَيْسَ هو رُوحُ الآدميِّ، وإنما هُو مَلَكٌ أو ما ذَكَر فِي قولِه: {يَوۡمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ﴾[النبأ: 38]، وقولُه: {تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيۡهِ﴾[المعارج: 4]، وقوله: {تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم﴾[القدر: 4]، وقيلَ: بلْ هُو رُوحُ الآدَمِيِّ، والقَولانِ مَشْهُورَانِ، سَوَاءٌ كَانَتِ الآيةُ تَعُمُّهمَا أو تَتَنَاوَلُ أحَدَهُمَا، فليَسَ فِيها ما يَدُلُّ على أَنَّ الرُّوحَ غَيرُ مَخلُوقَةٍ لِوجَهَينِ: أنَّ الأمرَ فِي القُرآنِ يُرادُ بِه المَصدرَ تارةً، ويُرادُ بِه المَفعُولَ تَارَةً أُخْرَى وهُو المأمُورُ به كقولِهِ تعالى: {أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ﴾[النحل: 1]، وقوله: {وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا﴾[الأحزاب: 38]، ولو قِيلَ أنَّ الرُّوحَ بعضُ أَمْرِ اللهِ أو جُزءٌ مِنْ أَمْرِ اللهِ ونَحْوِ ذَلكَ مِمَّا هُو
([1])أخرجه: مسلم رقم (2872).