×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

 أظهرُ وأشهرُ من أن يُذكر.

وإنَّما الكوفةُ ظهَر فيها فقهُ عليٍّ وعلمُه بحسْبِ مقامِه فيها مدةَ خلافتِه، وكلُّ شيعةٍ علي الذين صحِبوه لا يُعرَفُ عن أحدٍ منهم أنه قدَّمه على أبي بكر وعمرَ لا في فقهٍ ولا علمٍ ولا غيرِهما، بل كلُّ شيعتِه الذين قاتلوا معه عدوَّه كانوا مع سائرِ المسلمين يقدِّمون أبا بكر وعمرَ إلاَّ من كان عليٌّ يُنكِر عليه ويذمُّه مع قلَّتِهم في عهدِ عليٍّ وخمولِهم.

وكانوا ثلاث طوائف:

طائفة غلَتْ فيه كالتي ادَّعتْ فيه الإلهية، وهؤلاء حرَقَهم علي بالنار، وطائفة كانت تسُبُّ أبا بكر وعثمان، رأسُهم عبدُ اللهِ بنِ سبأ فلما بلغ عليًا ذلك طلبَ قتلَه فهرب منه.

وطائفة كانت تُفضِّله على أبي بكر وعمر قال: لا يبلغني عن أحدٍ منكم أنه فضَّلني على أبي بكر وعمر إلاَّ جلدْتُه حد المفتري. ([1])، وقد رُوِي عن عليٍّ من نحو ثمانين وجهًا وأكثر أنه قال على منبرِ الكوفة: خيرُ هذه الأمةِ بعد نبيِّها أبو بكر وعمر، وقد ثبتَ في صحيحِ البخاري وغيرِه من روايةِ رجالِ همدان خاصة التي يقولُ فيها علي:

ولو كنت بوابًا على بابِ جنة لقلتُ لهمدان ادخلوا بسلامٍ من رواية سفيان الثوري عن منذر الثوري وكلاهما من همدان، ورواه البخاري ([2])بسندِه عن محمدٍ بن الحَنَفية قال: قلت لأبي: من خيرُ الناسِ بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: يا بُني أو ما تعرف؟ فقلتُ لا! فقال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر.

يواصِلُ الشيخ رحمه الله الكلامَ في بيانِ فضلِ أبي بكر وعمر على غيرِهما


الشرح

([1])أخرجه: ابن أبي عاصم في «السنة» ر قم (1219).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1671).