سائرهم، وأراد بعضُ الكذابين أنْ يرويَ لعلي مثل ذلك، والصَّحيِح
لا يعارضُه الموضوع.
الثالثة: قوله: «لَو
كُنتُ مُتَّخِذًا من أهلِ الأَْرْضِ خليلاً ([1])؛ نصَّ من أنه لا أحدَ من البشرِ استحقَّ الخُلَّةَ لو
أمْكَنت إلاَّ هو، ولو كان غيرُه أفضل منه لكان أحق بها، وكذلك أمره له أن يصلي
بالناس مدة مرضه من الخصائص، وكذلك تأميره له في المدينة على الحج ليقيم السنة
ويمحق آثار الجاهلية فإنه من خصائصه وكذلك قوله في الحديث الصَّحيِح أنه قال
لعائشة: «ادْعِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى
أَكْتُبَ لأبي بكر كِتَابًا» ([2]).
وأمثالُ هذه الأحاديثِ كثيرةٌ تُبيِّنُ أنه لم يكُنْ في
الصَّحابَة من يُسَاويه، وأمَّا قولُه: «أنْتَ
مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ» ([3])؛ فقد قالَها لغيرِه، قالها لسلمان، وقال تعالى: {وَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ﴾[التوبة: 56].
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» ([4])، «وَمَنْ حَمَلَ
عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَليْسَ مِنَّا» ([5])، وقولُه لزيد: «أَنْتَ
أَخُونَا وَمَوْلاَنَا» ([6]) لا يختَصُّ بزيد بل كلُّ مواليه كذلك.
وكذلك قوله: «لأعطين الراية...» ([7]) إلخ، هو أصحُّ حديثٍ يُروَى
([1])أخرجه: مسلم رقم (2383).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد