يُدْرِيكَ أَنَّ اللهَ قَالَ:
اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» ([1]).
وفي هذا الحديث بيان أن الله يغفر لهؤلاء السابقين كأهل بدر
والحُديبِية من الذنوب العظيمة بفضل سابقتهم وإِيمَانهم وجهادهم ما لا يجوز لأحد
أن يعاقبهم بها.
كما لم تجب معاقبة حاطب مما كان منه، وهذا مما يستدل به على أن
ما جرى بين علي وطلحة والزبير ونحوه، فإنه إنما يكون اجتهادًا لا ذنب فيه فلا
كلام، فقد ثبت عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا اجْتَهَدَ الحَاكِمُ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا
اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ» ([2]).
وإن كان هناك ذنب، فقد ثبت أن هؤلاء رضي الله عنهم وغفر لهم ما
فعلوه فلا يضرهم ما وقع منهم من الذنوب، إن كان قد وقع ذنب.
بل إن وقع من أحدهم ذنبٌ كان الله محاه بسبب ما قد وقع من
الأسباب التي يمحص الله بها الذنوب، مثل أن يكون قد تاب فيتوب الله عليه، أو كان
له حسنات تمحو السيئات.
أو يكون قد كفر عنه ببلاء ابتلاه به؛ فإنه قد ثبت في الصَّحيِح
عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا
يُصِيبُ المُؤِمِنَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ غَمٍّ وَلاَ
حَزَنٍ وَلاَ أَذَى، إلاَّ كَفَّرَ اللهُ مِنْ خَطَايَاهُ» ([3]).
ثم بين الشيخ رحمه الله مرتبة من بعد السابقين الأولين فقال: وأما من بعد هؤلاء السابقين الأولين وهم الذين أسلموا بعد الحُديبِية فهؤلاء
([1])أخرجه: البخاري رقم (4025)، ومسلم رقم (2494).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد