دخلوا في قوله تعالى: {وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ﴾[النساء: 95]، وفي قوله تعالى: {مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ
وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾[التوبة: 100]، وقد أسلم قبل فتح مكة خالد بن الوليد، وعمرو بن
العاص، وعُثمَان بن طلحة الحجبي وغيرهم.
أسلم بعد الطلقاء أهل الطائف، وكانوا آخر النَّاس إسلامًا، وكان
منهم عُثمَان بن أبي العاص الثقفي الذي أمره النَّبيّ صلى الله عليه وسلم على أهل
الطائف، وكان من خيار الصَّحابَة مع تأخر إسلامه، فقد يتأخر إسلام الرجل ويكون
أفضل من بعض من تقدمه في الإسلام، كما تأخر إسلام عمر؛ فإنه يقال: إنه أسلم تمام
الأربعين وكان ممن فضله الله على كثير ممن أسلم قبله.
وكان عُثمَان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف أسلموا قبل
عمر على يد أَبي بَكر وتقدمهم عمر - يعني في الفضل -، وأول من أسلم من الرجال البالغين
أَبُو بَكْر، ومن الأحرار الصبيان علي، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن النساء
خديجة أم المؤمنين، وهذا باتفاق أَهْل العِلمِ.
وقد قال الله تعالى: {مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ
وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾[التوبة: 100] إلى قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ
وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ
ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَيۡءٍ حَتَّىٰ
يُهَاجِرُواْۚ وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ إِلَّا
عَلَىٰ قَوۡمِۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ
بَصِيرٞ﴾[الأنفال: 72]
فهذه عامة.
وقال تعالى: {لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ
أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ