كالاستواءِ إلى السماءِ
وعلى العرش، والنزولِ إلى السماءِ الدنيا ونحو ذلك، فإنَّ اللهَ وصَفَ نفسَه بهذه
الأفعال.
ووصَفَ نفسَه بالأقوالِ اللازمةِ والمتعديةِ في مثلِ قوله: {وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ﴾[البقرة: 30]، وقوله: {وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا﴾[النساء: 164]،
وقوله تعالى: {وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ﴾[الأعراف: 22]، وقوله: {وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ فَيَقُولُ
مَاذَآ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾[القصص: 65]، وقوله: {ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ
لَا رَيۡبَ فِيهِۗ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا﴾[النساء: 87]،
وقوله: {ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ﴾[الزمر: 23]،
وقوله: {وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ بِمَا
صَبَرُواْۖ﴾[الأعراف: 137]،
وقوله: {وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ﴾[الأنعام: 115]،
وقوله: {وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ﴾[آل عمران: 152].
وكذلك وصَفَ نفسَه بالعلمِ والقوةِ والرَّحمةِ ونحو ذلك، كما في
قولِه: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ﴾[البقرة: 255]، وقولِه: {إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو
ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ﴾[الذاريات: 58]، وقولِه: {رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا﴾[غافر: 7]،
وقوله: {وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ﴾[الأعراف: 156]، ونحوِ ذلك مما وصَفَ به نفسَه في كتابِه،
وما صَحَّ عن رسولِه صلى الله عليه وسلم فإنَّ القولَ في جميعِ ذلك من جنسٍ واحد.
ومذهبُ سلفِ الأمةِ وأئمتِها: أنهم يَصفُونه بما وصَفَ به نفسَه، ووصَفَه به رسولُه صلى
الله عليه وسلم في النَّفي والإثبات، والله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسِه
مُمَاثلةَ المخلوقين فقال اللهُ تعالى: {قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ
٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾[الإخلاص: 1-
4]، وقال تعالى: {هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا﴾[مريم: 65]؛