×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

 كالاستواءِ إلى السماءِ وعلى العرش، والنزولِ إلى السماءِ الدنيا ونحو ذلك، فإنَّ اللهَ وصَفَ نفسَه بهذه الأفعال.

ووصَفَ نفسَه بالأقوالِ اللازمةِ والمتعديةِ في مثلِ قوله: {وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ[البقرة: 30]، وقوله: {وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا[النساء: 164]، وقوله تعالى: {وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ[الأعراف: 22]، وقوله: {وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ[القصص: 65]، وقوله: {ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۗ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا[النساء: 87]، وقوله: {ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ[الزمر: 23]، وقوله: {وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْۖ[الأعراف: 137]، وقوله: {وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ[الأنعام: 115]، وقوله: {وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ[آل عمران: 152].

وكذلك وصَفَ نفسَه بالعلمِ والقوةِ والرَّحمةِ ونحو ذلك، كما في قولِه: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ[البقرة: 255]، وقولِه: {إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ[الذاريات: 58]، وقولِه: {رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا[غافر: 7]، وقوله: {وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ[الأعراف: 156]، ونحوِ ذلك مما وصَفَ به نفسَه في كتابِه، وما صَحَّ عن رسولِه صلى الله عليه وسلم فإنَّ القولَ في جميعِ ذلك من جنسٍ واحد.

ومذهبُ سلفِ الأمةِ وأئمتِها: أنهم يَصفُونه بما وصَفَ به نفسَه، ووصَفَه به رسولُه صلى الله عليه وسلم في النَّفي والإثبات، والله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسِه مُمَاثلةَ المخلوقين فقال اللهُ تعالى: {قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤[الإخلاص: 1- 4]، وقال تعالى: {هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا[مريم: 65]؛


الشرح