إلى أن قال رحمه الله
والصواب: أنَّ جميعَ هذه التأويلاتِ مُبتدَعة، لم يقُلْ أحدٌ من الصحابةِ شيئًا
منها، ولا أحدٌ من التابعين لهم بإحسان، وهي خلافُ المعروفِ المتواترِ عن أئمةِ
السٌّنةِ والحديثِ أحمدَ بنِ حنبل وغيرِه عن أئمةِ السنة، ولكن بعضُ الخائضين
بالتأويلاتِ الفاسدةِ يتشبَّثُ بألفاظٍ تنقل عن بعضِ الأئمة، وتكونُ إمَّا غلطًا
أو مُحرَّفة.
إلى أن قال والمقصودُ هنا أنَّه ليس شيءٌ من هذه الأقوالِ قولَ الصحابةِ والتابعين لهم بإحسان، ولا قولَ أئمةِ المسلمين المشهورين بالإمامة، أئمةِ السُّنةِ والجماعةِ وأهلِ الحديثِ كالأوْزَاعي ومالكٍ بنِ أنسٍ وحمادٍ بنِ زيدٍ وحمادٍ بنِ سلمةَ وعبدِ اللهِ بنِ المباركِ والشافعي وأحمدَ بنِ حنبلٍ وإسحاقَ بنِ رَاهَويه وأمثالهم، بل أقوالُ السلفِ من الصحابةِ والتابعين لهم بإحسان، ومن سلَكَ سبيلَهم من أئمةِ الدِّين وعلماءِ المسلمين، موجودةٌ في الكتبِ التي يُنقلُ فيها أقوالُهم بألفاظِها بالأسانيدِ المعروفةِ عنهم، كما يُوجَد ذلك في كتبٍ كثيرةٍ مثل كتابِ «السنة» و«الرد على الجهمية» لمحمدٍ بنِ عبدِ اللهِ الجَعْفي شيخ البخاري، ولأبي داود السِّجِسْتاني ولعبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ حنبل، ولأبي بكرٍ الأثرمِ ولحنبلٍ بنِ إسحاق ولحربٍ الكرماني ولعثمانَ بنِ سعيدٍ الدَّارِمي، ولنعيمٍ بنِ حمَّادٍ الخزاعي ولأبي بكرٍ بنِ خُزَيمة، ولعبد الرحمن بن أبي حاتم ولأبي قاسم الطبراني ولأبي الشيخ الأصبهاني، ولأبي عبد الله بن منده ولأبي عمرو الطلمنكي وأبي عمر مثل «تفسير عبد الرازق» وعبد بن حميد ودحيم وسنيد وابنِ جريرٍ الطبري وأبي بكر بن المنذر، «وتفسير عبد الرحمن بن أبي حاتم» وغيرِ ذلك من كتبِ التفسيرِ التي يُنقلُ فيها ألفاظُ الصحابةِ والتابعين في معاني القرآنِ بالأسانيدِ المعروفة.