معناه «أي: كيفيَّته»، وكلَّ لفظٍ أحدَثَه الناس فأثبته قومٌ
ونفاه آخرون فليس علينا أن نُطلِق إِثباتَه أو نَفيَه، حتى نَعرِف مُرادَ
المتكلِّم، فإذا كان مراده حقًّا موافِقًا لِمَا جاءت به الرُّسُل والكتاب والسُّنَّة
من نَفيٍ أو إِثباتٍ قلنا به، وإن كان باطلاً مخالِفًا لما جاء به الكتاب
والسُّنَّة من نَفيٍ أو إِثباتٍ مَنَعْنا القَولَ به.
ورَأَوا أنَّ الطَّريقة التي جاء بها القرآن هي الطَّريقة
المُوافِقة لصَريحِ المعقول، وصحيح المنقول، وهي طريقة الأَنبِياء والمُرسَلين،
وأنَّ الرُّسُل صلوات الله وسلامه عليهم جاءوا بنَفيٍ مُجمَل، وإِثباتٍ مُفصَّل؛
ولهذا قال سبحانه وتعالى: {سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ
عَمَّا يَصِفُونَ ١٨٠ وَسَلَٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِينَ ١٨١ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
١٨٢﴾[الصافات: 180-
182]، فسبَّح نَفْسَه عمَّا وصفه به المُخالِفون للرُّسُل، وسلَّم على المُرسَلِين
لسلامة ما قالوه من العَيبِ والنَّقصِ.
وطريقة الرُّسُل هي ما جاء بها القرآن، والله تعالى في القرآن
يُثبِت الصفاتِ على وجه التَّفصيلِ، وينفي عنه على طريق الإجمال التَّشبيهَ والتَّمثيلَ؛
فهو في القرآن يُخبِر أنَّه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه عزيز حكيم، غفور
رحيم، وأنه سميع بصير، وأنه غفور وَدود، وأنه تعالى على عِظَم ذاتِه يحبُّ
المؤمنين ويَرضَى عنهم، ويَغضَب على الكفَّار ويَسخَطُ عليهم، وأنه خَلَق السموات
والأرض في ستَّة أيام، ثم استوى على العرش، وأنه كلَّم موسى تكليمًا، وأنه تجلَّى
للجبل فجعله دكًّا، وأمثال ذلك.
ويقول في النفي: {لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾[الشورى: 11]، {هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا﴾[مريم: 65]، {فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ﴾[النحل: 74]، {قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١