×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

وقال تعالى: {قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ[الإسراء: 110].

وقال تعالى: {ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ[طه: 8].

وقال تعالى: {هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ[الحشر: 24]، والحُسنَى: المُفَضَّلَة على الحَسَنة.

·        ثم هنا ثلاثةُ أقوالٍ:

إمَّا أن يُقال: ليس له من الأسماء الحُسنَى إلاَّ الأحسن، ولا يُدْعى إلاَّ به.

وإمَّا أن يُقال: لا يُدْعى إلاَّ بالحُسنَى وإن سُمِّي بما يجوز وإنْ لم يَكُن من الحُسنَى، وهذان قولان معروفان.

وإما أن يقال: بل يجوز في الدُّعاء والخَبَر، وذلك أنَّ قوله: {وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ[الأعراف: 180]، وقال: {قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ[الإسراء: 110]، أثبَتَ له الأسماءَ الحُسنَى وأَمَر بالدُّعاء بها؛ فظاهِرُ هذا أنَّ له جميع الأسماء الحسنى...

إلى أن قال: ويفرِّق بين دُعائِه والإخبار عنه فلا يُدعَى إلاَّ بالأسماء الحُسنَى، وأما الإخبار عنه فلا يكون باسمٍ سيِّئٍ، لكنْ قد يكون باسمٍ حَسَن أو باسمٍ ليس بسيِّئٍ، وإنْ لم يُحكَم بحُسْنه، مثل اسم «شيء» و«ذات» و«موجود» إذا أُريد به الثابت، وأمَّا إذا أُريد به الموجود عند الشَّدائد فهو من الأسماء الحُسنَى، وكَذلِكَ المُريد والمتكلِّم فإنَّ الإرادة والكلام تنقسم إلى محمودٍ ومذموم فليس ذلك من الأسماء الحُسنَى، بخِلافِ الحكيم والرَّحيم والصادق ونحو ذلك فإنَّ ذلك لا يكون إلاَّ محمودًا.


الشرح