أحق بالحمد، فثَبَت أنه المستحِقُّ للمَحامِدِ الكاملة، وهو
أحقُّ من كل محمود بالحمد، والكمال من كل كامل، وهو المطلوب.
قال الشيخ رحمه الله على قول القائل: الكمال والنقص من الأمور
النِّسبِيَّة: قد بيَّنَّا أنَّ الذي يستحِقُّه الرَّبُّ هو الكمال الذي لا نقص فيه
بوجهٍ من الوجوه، وأنَّه الكمال المُمكِن للموجود، ومِثْل هذا لا ينتفي عن الله
أصلاً؛ والكمال النِّسبِيُّ هو المستلزم للنقص، فيكون كمالاً من وجهٍ دون وجه؛
كالأكل للجائع كمال له، وللشَّبعان نقص فيه؛ لأنَّه ليس بكمال مَحْضٍ بل هو مقرون
بالنقص؛ والتَّعالي والتكبُّرُ والثَّناءُ على النفس، وأمْرُ الناس بعبادته ودعائه
والرغبة إليه، ونحو ذلك ممَّا هو من خصائص الرُّبُوبيَّة، كقوله تعالى: {إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي﴾[طه: 14].
وقوله تعالى: {ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾[غافر: 60].
وقوله: {وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ
أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾[البقرة: 284].
وقوله: {أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّئَِّاتِ
أَن يَسۡبِقُونَاۚ﴾[العنكبوت: 4].
وقوله: {إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ
عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ﴾[الحجر: 42].
وقوله: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ﴾[غافر: 51].
وقوله: {فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣﴾[الطلاق: 2- 3].