×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

اسمٍ وهو «ألف، سين، ميم» معناه إذا أُطلِق هو الذَّاتُ المُّسمَّاةُ، بل معنى هذا اللَّفظِ هي الأقوال التي هي أَسماءُ الأشياء، مثل: زيد وعمرو وعالم وجاهل؛ فلفظُ الاسمِ لا يدلُّ على أنَّ هَذِه الأسماء هي مُسمَّاه، ثمَّ قد عُرِف أنَّه إذا أُطلِق الاسمُ في الكَلامِ في المَنظُوم فالمُراد به المُسمَّى؛ فلهذا يقال: ما اسم هذا؟ فيُقالُ: زيد، فيُجابُ باللَّفظ، ولا يقال: ما اسم هذا؟ فيقال: هو هو.

وما ذَكَروه من الشواهِدِ حجَّةٌ عليهم:

أما قوله: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا[مريم: 7]، ثم قال: {يَٰيَحۡيَىٰ[مَريَم: 12]، فالمَقصُود المُرادُ بنِداءِ الاسمِ هو نِداءُ المُسمَّى، لم يَقصِد نِداءَ اللَّفظِ، لكنَّ المُتكلِّم لا يُمكِنه نِداءُ الشَّخصِ المُنادَى إلاَّ بِذِكْر اسمِهِ ونِدَائِه، فيُعرَف حِينَئذٍ أنَّ قَصْدَه نداءُ الشَّخصِ المُسمَّى، وهذا من فائِدَة اللُّغاتِ، وقد يُدْعى بالإشارة وليست الحركة هي ذاتُه ولَكنْ هي دليلٌ على ذاتِهِ.

وأما قوله: {تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ[الرحمن: 78]؛ ففيها قراءتان: الأكثرون يقرءون {ذِي ٱلۡجَلَٰلِ[الرحمن: 78] فالرَّبُّ المُسمَّى هو ذُو الجَلالِ والإِكرَامِ، وقرأ ابن عامر «ذُو الجَلالِ والإِكرَامِ»، وكَذلِكَ هي في المُصحَف الشاميِّ، وفي مَصاحِف أهلِ الحِجازِ والعِراقِ هي بالياء، وأما قوله: {وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ[الرحمن: 27]؛ فهي بالواو باتفاقهم.

قال ابن الأَنْبَارِيِّ وغيره: {تَبَارَكَ[الأعراف: 54]: تَفاعَل من البَرَكة، والمعنى: أن البَرَكة تُكتَسَب وتُنالُ بِذِكْر اسمِهِ، فلو كان لفظُ الاسمِ معناه المُسمَّى لكان يكفي قوله: «تبارك ربك»؛ فإنَّ الاسم عندهم


الشرح