{عَنۡهَا مُبۡعَدُونَ﴾[الأنبياء: 101]، وأمَّا مَن رَضِي بأنْ يُعبَد ويُطاعَ في
معصِيَة الله فهو مستحِقٌّ للوعيد ولو لم يَأمُر بذلك، فكيف إذا أَمَر؟!
وكَذلِكَ مَن أَمَر غَيرَه بأن يَعبُد غَيرَ الله، وهذا مِن
أَزواجِهم، فإنَّ أَزواجَهُم قد يكونون رُؤَساء لهم، وقد يَكُونون أتباعًا، وهم
أزواجٌ وأشباهٌ لتشابُهِهم في الدِّين، وسياق الآية يدل على ذلك؛ فإنه سبحانه
وتعالى قال: {ٱحۡشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزۡوَٰجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعۡبُدُونَ
٢٢ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡجَحِيمِ ٢٣﴾[الصافات: 22-
23]، قال ابن عباس: «دُلُّوهم» وقال الضَّحَّاك مِثلَه، وقال ابنُ كَيسَانَ: «قدِّمُوهم»
والمعنى: قُودُوهُم؛ كما يقول الهادي لمن يُهدَى، ولهذا تُسمَّى الأعناق
الهَوادِيَ؛ لأنَّها تقود سائِرَ البدن، وتُسمَّى أوائلُ الوُحشِ الهَوادِيَ.
وقوله تعالى: {وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسُۡٔولُونَ
٢٤مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ ٢٥﴾[الصافات: 24- 25]؛ أي: كما كنتم تَناصَرون في الدنيا على
الباطل {بَلۡ هُمُ ٱلۡيَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ ٢٦وَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ
٢٧قَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡيَمِينِ ٢٨قَالُواْ بَل لَّمۡ
تَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ٢٩وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنِۢۖ بَلۡ كُنتُمۡ
قَوۡمٗا طَٰغِينَ ٣٠فَحَقَّ عَلَيۡنَا قَوۡلُ رَبِّنَآۖ إِنَّا لَذَآئِقُونَ ٣١فَأَغۡوَيۡنَٰكُمۡ
إِنَّا كُنَّا غَٰوِينَ ٣٢فَإِنَّهُمۡ يَوۡمَئِذٖ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ ٣٣إِنَّا
كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٤إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ٣٥وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا
لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ ٣٦﴾[الصافات: 26- 36].
ثم ذكر الشيخ آيات كثيرة في هذا المعنى، ثم قال: وقوله في سياق الآية: {إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ﴾[الصافات: 35] ولا ريب أنها تتناول الشِّرْكَيْن الأصغرَ والأكبَرَ، وتتناول أيضًا مَن استكبَرَ عمَّا أَمَره الله به من طاعَتِه؛ فإنَّ ذلك من تحقيقِ قول لا إله