وأما لَفظُ الظُّلمِ المُطلَق فيَدخُل فيه الكُفرُ وسائِرُ
الذنوب، قال تعالى: {ٱحۡشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ
وَأَزۡوَٰجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٢٢مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ
إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡجَحِيمِ ٢٣وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسُۡٔولُونَ ٢٤﴾[الصافات: 22-
24]، قال عمر بن الخطاب: «نُظَراؤُهم»، وكَذلِكَ قال قتادَةُ والكَلْبي: كلُّ مَن
عَمِل بمِثلِ عَمَلِهم، فأَهلُ الخمر مع أهلِ الخمر، وأهلِ الزِّنا مع أهلِ الزنا،
وعن الضَّحَّاك ومُقاتِل: قُرَناؤُهم من الشَّياطين، كلُّ كافِرٍ معه شَياطِينُه
في سِلسِلة.
وهذا كقَولِه: {وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ﴾[التكوير: 7]،
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «الفاجِرُ
مع الفاجِرُ والصَّالِح مع الصَّالِح».
قال ابن عباس: «وذلك
حِينَ يَكُون النَّاس أَزوَاجًا ثَلاثةً». وقال الحسن وقتادة: «أُلحِق كلُّ امرئٍ بشِيعَته؛ اليهوديُّ مع
اليهود، والنَّصرانِيُّ مع النصارى».
وقال الرَّبِيع بن خُثَيم: «يُحشَر المرءُ مع صَاحِبِ عَمِلِه».
وهذا كما ثَبَت في الصَّحيح عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
لما قيل له: الرُّجلُ يُحِبُّ القَومَ ولمَّا يِلْحَقْ بهم؟ قال: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» ([1]).
وقال: «الأَْرْوَاحُ
جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا
اخْتَلَفَ» ([2]).
وقال: «الْمَرْءُ عَلَى
دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» ([3]).
وزَوجُ الشيءِ: نَظِيرُه، وسُمِّي زوجًا لتَشابُه أَفرادِه، كقوله: {وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ﴾[ق: 7]، وقال: {وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ
([1])أخرجه: البخاري رقم (5818)، ومسلم رقم (2641).