كما في «الصحيحين» عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَثَلُ المُؤمِن كمَثَلِ الخَامَةِ من
الزَّرعِ تُفِيئُها الرِّياحُ تُقَوِّمُها تارَةً وتُمِيلُها أُخرَى، ومَثَلُ
المُنافِقِ كمَثَلِ شَجَرَة الأَرْزِ لا تَزالُ ثَابِتَةً عَلَى أَصلِهَا حتَّى
يَكُونَ انْجِعَافُهَا مرَّةً وَاحِدَةً» ([1]).
وفي «الصحيحين» عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ
نَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَنٍ، وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةُ
يُشَاكُهَا، إلاَّ كَفَّرَ اللهُ مِنْ خَطَايَاهُ» ([2]).
وفي حديث سعد بن أبي وقَّاصٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ
النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً؟ قَالَ: الأَْنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ
الأَْمْثَلُ، فَالأَْمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ
دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلاَبَةٌ زِيدَ فِي بَلاَئِهِ، وَإِنْ كَانَ
فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاَءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى
يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَْرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» ([3])، رواه أحمد والترمذي وغيرهما.
وقال: «المَرَضُ حِطَّة
تَحُطُّ الخَطايَا عَن صَاحِبِه، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ اليابِسَةُ وَرَقَها»
([4]).
فمَن سَلِم مِن أجناسِ الظُّلمِ الثَّلاثَةِ كان له الأمنِ التَّامِّ والاهتِداءِ التَّامِّ، ومَن لم يَسلَم مِن ظُلمِه نَفْسَه كان له الأمنِ والاهتِداءِ مُطلَقًا بمعنَى أنَّه لا بُدَّ أن يدخل الجنَّة، كما وَعَد بذلك في الآية الأُخرَى، وقد هداه
([1])أخرجه: البخاري رقم (5319)، و مسلم رقم (2810).