وقال تعالى: {وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِينَ
يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيّٞ
وَلَا شَفِيعٞ﴾[الأنعام: 51].
وقال تعالى: {ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ
مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾[السجدة: 4].
وقال تعالى: {قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم
مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا
فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ
٢٢وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا
فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ
وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٢٣﴾[سبأ: 22- 23].
فنَفَى عمَّا سواه كلَّ ما يتعلَّق به المُشرِكون، فنَفَى أن
يَكُون لغَيرِه مُلْكٌ أو قِسْطٌ من المُلكِ أو يكون عَوْنًا لله ولم يَبْقَ إلاَّ
الشَّفاعَة، فبين أنَّها لا تَنفَع إلاَّ لِمَن أَذِن له الرَّبُّ؛ كما قال تعالى:
{مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾[البقرة: 255].
وقال تعالى عن الملائكة: {وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ﴾[الأنبياء: 28].
وقال: {وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيًۡٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ
لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ﴾[النجم: 26].
فهذه الشَّفاعة التي يظنُّها المُشرِكون هي مُنتَفِية يومَ القِيامَة كما نفاها القرآن، وأمَّا مَا أخبَرَ به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّه يكون، فأخبَرَ ([1]): أنَّه يأتي فيَسجُد لربِّه ويَحمَدُه لا يبدأ بالشَّفاعة أوَّلاً، فإذا سَجَد وحَمِد ربه بمَحامِدَ يَفتَحُها عليه، يقال له: أيْ مُحمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ وقُلْ تُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَ،
([1])أخرجه: البُخاريّ رقم (7510)، ومسلم رقم (193).