واتفقوا أيضًا على أنه لا يشرع قصد الصلاة والدعاء عند
القبور، ولم يقل أحد من أئمة المسلمين أنَّ الصلاة عندها والدعاء عندها أفضل منه
في المساجد الخالية عن القبور، بل اتفق علماء المسلمين على أنَّ الصلاة والدعـاء
في المساجـد التي لم تُبن على القبور أفضل من الصـلاة والدعاء في المساجـد التي
بُنيت على القبور، بل الصلاة والدُّعاء في هذه منهيٌّ عنه مكروه باتفاقهم، وقد صرَّح
كثير منهم بتحريمِ ذلك، بل وبإبطال الصلاة فيها، وإن كان في هذا نزاعٌ.
والمقصودُ هنا: أنَّ هذا ليس بواجب ولا مستحب
باتفاقهم، بل هو مكروه باتفاقهم.
*****
الصلاة في المساجد
الخالية من القبور هي المشروعة:
الصلاة في المساجد
التي بنيت على القبور لا تصح؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها، والنهي
يقتضي الفساد، فلا تجوز الصلاة في المساجد المبنية على القبور؛ لأنها في الحقيقة
ليست مساجد، وإنما هي مشاهد، أما الصلاة المشروعة فإنما تكون في المساجد الخالية
من مظاهر الشرك، لقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18].
وقوله: «بل الصلاة والدعاء في هذه منهيٌّ عنه، مكروه باتفاقهم، وقد صرّح كثير منهم بتحريم ذلك، بل وبإبطال الصلاة فيها، وإن كان في هذا نزاع» النزاع إنما هو في إبطال الصلاة؛ نظرًا لأنَّ المصلي لم يقصد القبر، وإنما يقصد الصلاة لله عز وجل لكن لمّا كانت صلاته منهيًّا
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد