ثم إن أولئك المبتدعين الذين أدخلوا في التوحيد نفي
الصفات، وهؤلاء الذين أخرجوا عنه متابعة الأمر، إذا حققوا القولين أفضى بهم الأمر
إلى أن لا يفرِّقوا بين الخالق والمخلوق، بل يقولون بوحدة الوجود، كما قاله أهل
الإلحاد القائلين بالوحدة والحلول والاتحاد.
الذين يعظِّمُون الأصنام وعابديها، وفرعون وهامان
وقومهما، ويجعلون وجود خالـق الأرض والسماوات هو وجـود كل شيء من الموجُـودات.
ويدّعون التوحيد والتحقيق والعرفان، وهم من أعظم أهل الشرك والتلبيس والبهتان.
*****
ما وجه احتجاج آدم
على موسى بالقدر
قوله: «ولهـذا حجَّ
آدمُ موسى...» فموسى قال لآدم: لـِمَ أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فآدم عليه السلام أسند هذا
إلى القضاء والقدر، وأنَّ خروجه من الجنة شيء مقـدر، فحجّ آدمُ موسى عليه السلام،
ولم يحتج آدم بالقدر على الذنب، لم يقل: أنا أكلت من الشجرة بسبب القضاء والقدر،
بل تاب إلى الله: ﴿قَالَا
رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]؛ لأنه أكل من الشجرة باختياره وفعله ولم
يُجبَر عليه.
قوله: «فإنَّ هذا القول لا يطرده أحد...» أي: الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي لا يقول به عاقل، ولذلك إذا ظلمه أحد فإنه يطلب الانتقام والقصاص، ويطلب العقوبة ممن ظلمه وممن اعتدى عليه، وهذا دليل على أن الجرائم لا يُحتَجُّ عليها بالقضاء والقدر، كالسرقة
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد