وهذا أصل مستمر، فإنه لا يستحب للداعي أن يستقبل إلاّ
ما يستحب أن يصلي إليه.
ألا ترى أنَّ الرجل لما نُهي عن الصلاة إلى جهة المشرق
وغيرها فإنه يُنهى أن يتحرى استقبالها وقت الدعاء.
ومن الناس من يتحرَّى وقت دعائه استقبال الجهة التي
يكون فيها معَظّمه الصالح، سواء كانت في المشرق أو غيره، وهذا ضلال بيِّن، وشرك
واضح.
كما أنّ بعض الناس يمتنع من استدبار الجهة التي فيها
بعض مقَدَّسيهم من الصالحين، وهو يستدبر الجهة التي فيها بيت الله وقبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكل هذه الأشياء من البدع التي تضارع دين النصارى.
*****
قوله: «وهذا أصلٌ مستمر» يعني: أن منع
استقبال القبور في الصلاة والدعاء مستمر إلى أن تقوم الساعة، وكون بعض الناس
يخالفه فهو المسئول عن مخالفته ولا يقرّ عليها.
وقوله: «فإنه لا
يستحب للداعي أن يستقبل إلاّ ما يستحب أن يصلي إليه» يعني: أنَّ قبلة الدعاء هي
قبلة الصلاة.
قوله: «ألا ترى أنَّ
الرجل لما نُهي عن الصلاة إلى جهة المشرق...» خصَّ استقبال المشرق لأنَّ
هذا فيه تشبه بالذين يعبدون الشمس، ويسجدون لها، وأيضًا المشرق قبلة النصارى.
قوله: «ومن الناس من يتحرّى وقت دعائه استقبال الجهة التي يكون فيها معَظّمه...» أي: منهم من يتحـرّى استقبال الجهة التي فيها من
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد