فإنّا قد بيّنا بقول الصادق المصدوق أن نذر العمل
المشروع لا يأتي بخير، وأنَّ الله لم يجعله سببًا لدرك الحاجة، كما جعل الدعاء
سببًا لذلك، فكيف نذر المعصية الذي لا يجوز الوفاء به؟!
*****
يظن القبوريون أو المقابريون أنَّ النذر للقبور يحصل به المقصود، ويحصل به الخير، وهذا غلط، فإنَّ النذر لله عز وجل لا يأتي بخير كما قال صلى الله عليه وسلم: «النَّذْرُ لاَ يُقَدِّمُ شَيْئًا، وَلاَ يُؤَخِّرُهُ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ» ([1])، وفي لفظ: «إِنَّهُ لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ» ([2])، فإذا كان النذر لله لا يأتي بخير، والخير إنما هو من الله، وليس النذر سببًا لحصول الخير، وإنما الخير هو من الله سبحانه وتعالى فكيف إذا كان النذر لغير الله؟ فإنه يكون أشد شرًّا؛ لأنه شرك؛ لأن النذر عبادة، والعبادة لا تجوز إلاّ لله عز وجل فمن نذر لغير الله فقد أشرك الشرك الأكبر، فكيف يقال: إنَّ هذا النذر الشركي يأتي بخير، ويجلب لصاحبه الخير ويدفع عنه الشر؟ ولكن هذا من موت القلوب، ومن ضعف البصائر، ومن الجهل بدين الله عز وجل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6608)، ومسلم رقم (1639).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد