×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

ومعلوم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة، ولو علموا أنَّ المقصود إنما هو عبادة الله وحده لا شريك له، وسؤاله، ودعاؤه، والمقصود بزيارة القبور الدعاء لها، كما يُقصد بالصلاة على الميت، لزال هذا عن قلوبهم.

ولهذا كثير من هؤلاء يسأل الميت والغائب كما يسأل ربه، فيقول: اغفر لي، وارحمني، وتُبْ علي، ونحو ذلك.

*****

 الكعبة مخلوقة من المخلوقات، وأفضل المخلوقات على الإطلاق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الكعبة مكان للعبادة، ومكان للطواف، وقبلة للصلاة، فهي مكان للعبادة، والعكوف عندها لله عز وجل والصلاة عندها وفي المسجد الحرام، هذه كلها عبادات لله عز وجل فالكعبة هي المكان المخصص للعبادة، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو نبي بلغ الدعوة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فالكعبة لها شأن، والرسول صلى الله عليه وسلم له شأن آخر، الرسول صلى الله عليه وسلم يُعظَّم ويُحَبُّ ويُتَّبَعُ ويُطاع؛ لأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الكعبة فإنها يُؤتى إليها، ويُصلَّى عندها وتُستقبَل؛ لأنها بيت الله، وهي مكان العبادة، والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي بلّغ هذه العبادة وبيّنها للناس. فهو جاء بالدعوة إلى الله وليس ليُعبد من دون الله.

وقوله: «ولو علموا أنَّ المقصود إنما هو عبادة الله وحده لا شريك له، وسؤاله ودعاؤه، والمقصود بزيارة القبور الدعاء لها، كما يُقصد بالصَّلاة على الميت لزال هذا عن قلوبهم». لكنهم على العكس فهموا أنَّ المراد تعظيم القبور والتعلق بها وهجران المساجد.


الشرح