نعم، إيطان بقعة في المسجـد لا يصلى إلاّ فيها منهي
عنه، كما جـاءت به السنة، والإيطان ليس هو التحرِّي من غير إيطان، فيجب الفرق بين
اتباع النبيِّ صلى الله عليه وسلم والاستنان به فيما فعله، وبين ابتداع بدعة لم
يَسُنَّها لأجل تعلُّقها به.
*****
ما يُنهى عن مداومة
الصلاة فيه:
التحرِّي يكون في
مكان خَصَّهُ النبي صلى الله عليه وسلم، كمحل الأسطوانة التي أشار إليها، وهذا يختلف
عن المكان الذي ليس مقصودًا من الأصل، فالذي يتخذ مكانًا من المسجد لا يصلي إلاّ
فيه، هذا يسمى بالإيطان المنهي عنه؛ لأن تخصيص مكان من المسجد دون المكان الآخر
منه لا يجوز إلاّ بدليل، فالأصل في المسلم أن يصلي في أي مكان تيسَّر له من
المسجد، أما تخصيص بقعة لا يصلِّي إلا فيها، فهذا منهي عنه.
وقوله: «فيجب الفرق بين اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاستنان به فيما فعله، وبين ابتداع بدعة لم يسنّها لأجل تعلقها به» الإيطان بدعة لم يسنها النبي صلى الله عليه وسلم، بل نهى عنها، وأما المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى الصلاة أو الدعاء فيه فهذا مشروع.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد