حتى إنَّ بعض القبور يُجتمع عندها في يوم من السنة
ويسافر إليها، إما في المحرم أو رجب أو شعبان أو ذي الحجة أو غيرها، وبعضها يُجتمع
عنده في يوم عاشوراء، وبعضها في يوم عرفة، وبعضها في النصف من شعبان، وبعضها في
وقت آخر، بحيث يكون لها يوم من السنة تُقصد فيه، ويُجتمع عندها فيه، كما تُقصد
عرفة ومزدلفة ومنى في أيامٍ معلومة من السنة، أو كما يُقصد مُصلى المصر يوم العيدين،
بل ربما كان الاهتمام بهذه الاجتماعات في الدين والدنيا أهم وأشد.
*****
كل هذه المنكرات إنما حصلت بسبب الغلو في القبور، وحصلت بسبب ما سوِّدت به الأوراق من دعاة الضلال، وأنه يُفعل عندها كذا وكذا، وأنه يستجاب عندها الدعاء، وأن الاجتماع عندها مشروع، وغير ذلك، ولذلك رتَّبوا لها مناسبات في السنة كيوم عاشوراء وغيره، يجتمعون عندها، بل رُبما يجتمعون عند قبر البدوي وغيره أكثر مما يجتمعون في الحج، ويذبحون عنده من القرابين أكثر مما يُذبح في الحج، كل هذا بسبب الدعايات الضالة، وترويج الأكاذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أئمة العلم، فهذه كلها أمور مكذوبة وخيالات باطلة، ودعوة للضلال والشرك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد