ومع محبتنا لعبد الله بن عمر، وعِلمنا أنه من
كبار الحُفَّاظ ومكثري الروايـة والحديث عن الـرسول صلى الله عليه وسلم، إلاّ أنَّ
الصواب خـلاف ما فعل ابن عمر رضي الله عنهما.
ثانيًا: أنَّ هذه الأمكنة
إذا اعتُنِيَ بها وزخرفت وزينت، اتخذها الناس مكانًا للبركة والتعبد فيها، فيكون
هذا من جِنس فعل أهل الكتاب لما أحدثوا الكنائس والبيع على آثار أنبيائهم، وآلَ هذا
بهم إلى الشرك بالله عز وجل.
ثالثًا: أنَّ الواجب حسم
الوسائل التي تفضي إلى المحذور، وسد الطرق التي تفضي إلىه، فإنَّ بناء هذه الأماكن
والعناية بها وسيلة إلى الشرك ولو على المدى البعيد، والنبي صلى الله عليه وسلم
نهى عن الصلاة لله في أوقات كان المشركون يتحرونها، منعًا للتشبه بهم، ومنعًا
للشرك بالله، فإنهم كانوا يسجدون للشمس عند غروبها وعند طلوعها، وقد نُهينا عن
الصلاة في هذا الوقت، لئلا يؤول هذا بنا إلى أن نعبد الشمس والقمر، كما فعل
المشركون من قبل؛ لأنَّ هذا فيه أولاً: تشبه بهم، وقد نهينا عن التشبه بهم،
وثانيًا: فيه وسيلة إلى الشرك، وهي أنه صُلي في هذا الوقت، والمشركون يصلون
فيه للشمس والقمر، فإنَّ هذا يؤول بالناس إلى أن يعبدوا الشمس والقمر، ولـو على
المدى البعيد، ولذلك حسم الشارع هذه المادة، وسدّ هذا الطريق المُفضي إلى الوقوع
في المحاذير المؤدية إلى الشرك.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد