وطائفة ظنوا أنَّ التوحيد ليس إلاّ الإقرار بتوحيد
الربوبية، وأنَّ الله خلق كل شيء، وهو الذي يسمونه توحيد الأفعال.
*****
ولهذا قال الشيخ
عنهم: «وأثبتوا ذاتًا مجرَّدة عن الصفات ووجودًا مُطلقًا بشرط الإطلاق»، ومن الكتب
التي بيَّنت هذه الأمور كتاب «العقيدة الحموية» و«التدمرية»، فإنه بيّن فيهما
الشيخ رحمه الله ضلال الجهمية والمعتزلة الذين جعلوا التوحيد نفي الأسماء والصفات،
والشرك إثبات الأسماء والصفات، حتى قال إمام من أئمتهم: ألف ابن خزيمة كتابًا
سمّاه «كتاب التوحيد»، وهو في الحقيقة كتاب الشرك. لماذا؟ لأنه يثبت فيه الأسماء
والصفات.
يعني: ومن الفرق الضالة من يثبت توحيد الربوبية فقط، ويقول: من أثبت توحيد الربوبية فقد أثبت التوحيد الخالص لله عز وجل وهو: أن يعتقد أنَّ الله هو الخالق الرازق المحيي الـمُدَبر الذي بيده الأمر، وهذا لا يُغني شيئًا دون توحيد الألوهية، الذي هو: إفراد الله بالعبادة؛ لأنَّ توحيد الربوبية أقرَّ به المُشركون، الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم لم يثبتوا التوحيد الذي طلبه الله من خلقه، وأمرهم به، وهو إفراده جل وعلا بالعِبادة، وترك عِبادة ما سواه، وهذه عقيدة النظّار وهم علماء المنطق وعلماء الكلام، بل ومن الكتّاب العصريين من ينكر تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، ويقول: التوحيد شيء واحد، هو توحيد الربوبية فقط.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد