قلت: غلب في عرف كثـير من الناس استعمال لفظ «زرنا» في
زيارة قبور الأنبياء والصالحين على استعمال لفظ زيارة القبور في الزيارة البدعية
الشركية، لا في الزيارة الشرعية.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد في
زيارة قبر مخصوص، ولا روى أحد في ذلك شيئًا، لا أهل الصحيح ولا السنن ولا الأئمة
المصنفون في المسند كالإمام أحمد وغيره.
الله جل وعلا سمّاها
مساجد، فقال: ﴿وَأَنَّ
ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18]، وقال -
سبحانه -: ﴿إِنَّمَا
يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ
فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18] وقال
سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنۡ
أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ﴾ [البقرة: 114]
سمّاها مساجد ونسبها إلى نفسه سبحانه وتعالى تشريفًا لها، بخلافِ المشاهد، فإنها
ليست لله عز وجل ولهذا لم يقل: مشاهد الله، وإنما قال: مساجد الله، ففرق بين
المساجد والمشاهد.
زيارة القبور مستحبة إذا كان القصد منها السلام على الميت والدعاء له بالمغفرة والرحمة، وهذا على وجه العموم، أما النص على زيارة قبرٍ معين، فهذا لم يَرِد، لا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، وإنما في زيارة القبور، وهو أولاها بالزيارة، ولذلك يكره الإمام مالك أن يقول: زُرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد