×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

فيه أو صلاتهم فيه من غير أن يكونوا قد قصدوه للصلاة فيه أو الدعاء فيه؟

*****

الرد على الذين يحتجُّون بفعل ابن عمر:

الذين يحتجون بفعل ابن عمر رضي الله عنهما، من تحرِّيه الأماكن التي مرّ بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو جَلَس أو صلى فيها، مع أنه لم يقصدها، وإنما فعل هذا فيها اتفاقًا من غير قصد:

أولاً: إنَّ أكابر المُهَاجرين والأنصار كانوا يترددون بين مكة والمدينة ويمرُّون بهذه الأماكن التي جلس فيها النبي صلى الله عليه وسلم أو التي صلّى فيها إذا أدركته الصلاة، فلم يكونوا يقصدونها، فهذا يدل على أنَّ ما فعله ابن عمر رضي الله عنهما مخالف لـما عليه أكابر الصحابة، ولو كان هذا مشروعًا لما تركه أكابر الصحابة من المهاجرين والأنصار.

حكم الاحتجاج بقول الصحابي:

قول الصحابي إذا انفرد به عن جماهير الصحابة ليس حجة، وهذا ابن عمر رضي الله عنهما انفرد بهذا عن جماهير الصحابة، فليس بحجة.

فسنَّةُ النبي صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه هي الفاصلة في هذا، لقوله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعدِي» ([1])، ونحن إذا طبّقنا هذا على هذه المسألة وجدنا أنَّ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين وجدناها على خلاف ما فعله ابن عمر.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (3599)، وابن ماجه رقم (2372)، وأحمد رقم (18898).