×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

والشرك وسائر البدع مبناها على الكذب والافتراء، ولهذا كلُّ مَنْ كان عن التوحيد والسُّنة أبعدَ، كان إلى الشِّرك والافتراء أقـربَ، كالرافضة الـذي هم أكذب طوائف أهل الأهواء وأعظمهم شركًا، فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم، ولا أبعد من التوحيد منهم، حتى إنهم يُـخربون مساجد الله التي يُذكر فيها اسمه فيعطِّلونها عـن الجماعات والـجُمعات، ويعمرون المشاهد التي على القبور، التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها.

*****

أشد الناس كذبًا أقربهم إلى الشرك والبدع:

دائمًا وأبدًا، الشرك وسائر البدع ليس لها برهان، وليس لها دليل، وإنما مبناها على الكذب والافتراء والقصص الكاذبة، والخيالات والمنامات الواهية، فهي مبنيـة على هذه الأمور، وعلى الأحاديـث الموضوعة والمكذوبة.

وقوله: «ولهذا كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد، كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب» أهل الإخلاص وأهل التوحيد أقرب إلى الصدق دائمًا وأبدًا، ويتحرَّوْن الصدق، وأما أهل البدع وأهل الشِّرك فإنهم دائمًا مع الكذب ومع الافتراء، وليس معهم حجة، وليس معهم برهان، قال تعالى: ﴿وَنَزَعۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدٗا فَقُلۡنَا هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ ٱلۡحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ [القصص: 75] نعم، جميع أهل الضلالات والخرافات والبدع والكذب يعادون الحق وأهله، ولا تروق لهم المساجد الخالية من الشرك ومن تقديس القبور، وإنما يروق لهم ما كان مُشتملاً على الشرك، وما كان مبنيًّا على الإفك،


الشرح