×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

لكن اختلفوا في القراءة عند القبور: هل تُكره أم لا تُكره؟

والمسألة مشهورة، وفيها ثلاث روايات عن أحمد:

إحداها: أن ذلك لا بأس به، وهي اختيار الخلاَّل وصاحبه وأكثر المتأخرين من أصحابه، وقالوا: هي الرواية المتأخرة عن أحمد، وقول جماعة من أصحاب أبي حنيفة، واعتمدوا على ما نُقل عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أوصى أن يُقرأ على قبره وقت الدفن بفواتيح البقرة وخواتيمها، ونُقل أيضًا عن بعض المهاجرين قراءة سورة البقرة.

والثانية: أنَّ ذلك مكروه، حتى اختلف هؤلاء: هل تُقرأ الفاتحة في صلاة الجنازة إذا صُلّي عليها في المقبرة؟ وفيه عن أحمد روايتان. وهذه الرواية هي التي رواها أكثر أصحابه عنه، وعليها قدماء أصحابه الذين صحبوه، كعبد الوهاب الوراق، وأبي بكر المروزي، ونحوهما، وهي مذهب جمهور السلف، كأبي حنيفة ومالك وهشيم بن بشير وغيرهم.

ولا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام؛ وذلك لأنَّ ذلك كان عنده بدعة. وقـال مالك: ما علمت أحدًا يفعل ذلك، فعُلم أنَّ الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلونه.

والثالثة: أنَّ القراءة عند وقت الدَّفن لا بأس بها، كما نُقل عن ابن عمر رضي الله عنهما، وعن بعضِ المهاجرين، وأما القراءة بعد ذلك، مثل الذين ينتابون القبر للقراءة عنده، فهذا مكروه، فإنه لم ينقل عن أحد من السلف مثل ذلك أصلاً.

*****

 القراءة عند القـبر، ذكر عن أحمد فيها ثلاث روايات:


الشرح