وكذلك لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك
رضي الله عنه أن يُكثر الله ماله وولده، فكان نخله يُحمل في السنة مرتين على خلاف
عادة بلده، ورأى من ولده وولد ولده أكثر من مئة، فإنَّ مثل هذا الحادث يُعلم أنه
كان بسبب ذلك الدعاء.
*****
قوله: «وأما العلم
بغلبة السبب فله طرق في الأمور الشرعية...» ما حصل على يدي النبي من
خرق العادة هو معجزة له لحاجة نزلت بالمسلمين، فإنهم لما احتاجوا إلى الماء وهم
كثيرون والماء قليل، أجرى الله على يد رسوله صلى الله عليه وسلم هذه المعجزة؛ حيث
وضع يده صلى الله عليه وسلم في الماء القليل، فجعل الماء يفور من بين أصابعه، حتى
شرب الجيش كله، وتطهروا وأخذوا المياه في رحالهم، فهذا حصل لحاجة في المسلمين، وإن
كان من غير سبب ظاهر، وإنما له سبب خفي جعله الله -سبحانه-.
قوله: «ووضع يده الكريمة في الطعام وبرّك...» حصل هذا في غزوة الخندق، لما صنعت أم سُليم رضي الله عنها طعامًا للنبي صلى الله عليه وسلم وقد علمت ما به من الجوع، وضعت له طعامًا يسيرًا، ثم أرسلت ابنها أنسًا رضي الله عنه خادم الرسول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فدعاه، فلما جاء ورأى الطعام قال لأنس: «اذْهَبْ وَادْعُ القَوْم» وكان القوم يحفرون الخندق وهم كثيرون، والطعام قليل، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في الطعام، فصدروا عن آخرهم وشبعوا ([1]). فهذا لحاجةٍ بالمسلمين، وهو معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد