فصل
وأصل دين المسلمين أنه لا تختص بقعة بقصد العبادة فيها
إلاّ المساجد خاصة، وما عليه المشركـون وأهل الكتاب من تعظيم بقاع للعبادة غير
المساجد، كما كانوا في الجاهلية، يعظمون حراء ونحوه من البقاع، فهو مما جاء
الإسلام بمحوه وإزالته ونسخه.
*****
يعني: لا تُخص بقعة من البقاع على وجه الأرض بالصلاة فيها والدعاء فيها خصوصًا إلاّ المساجد الخالية من القبور والأضرحة، فإن هذه المساجد النقية من البدع بيوت الله في الأرض والله جل وعلا قال: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18] وقال: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ﴾ [البقرة: 114] وقال أيضًا: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ﴾ [النور: 36- 37] فهي بيوت للعبادة أمرنا الله ببنائها وأمرنا بالعناية بها، وعِمَارتها بالطَّاعة والعبادة، وأما القبور والآثار والأضرحة والغيران، فإنَّ تعظيمها والعبادة فيها والتبرُّك بها، من دين المشركين.
الصفحة 1 / 376
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد