المؤثرة، وهم مخطئون في هذا، فالأسباب إنما هي
مجرد أسباب، والنتائج بيد الله - سبحانه - والواجب الاعتماد على الله جل وعلا مع
بذل الأسباب التي شرعها لهم، فتعطيل الأسباب قدح في الشرع، والاعتماد على الأسباب
قدح في التوحيد، والإخلاص لله عز وجل فالمسلم يفعل الأسباب ويفوِّض الأمر إلى الله
سبحانه وتعالى.
قوله: «ثمّ كما لم
يكن ذلك الاعتقاد منهم صحيحًا فكذلك هذا...» يعني: أنَّ اقتران حصول
المطلوب بالنذر لا يدلُّ على أنَّ النذر أو الدعاء هو المؤثِّر، فيعتمدُ الإنسان
عليه، وإنما المؤثِّر هو الله سبحانه وتعالى لكنه شرع سبحانه وتعالى لنا الأسباب
المباحـة، ونهانا عن الأسباب المحرّمة.
قوله: «ومجرد اقتران
الشيء بالشيء بعض الأوقات مع انتقاضه..» إلخ، يعني: أنَّ من الناس
من يدعو ويدعو ولا يُستجاب له، وهذا انتقاض، فلا يدل على أنه إذا حصل الشيء عند
الدعاء أن الدعاء هو المحصِّل لذلك، بدليل انتقاضه في بعض الأحيان.
فقد يحصلُ المطلوب عند فعل السبب، أو عند الدعاء، لا لذات هذا السبب، وإنما هو لسبب آخر، كافتقار العبد واضطراره، فيستجيب الله له، وإن كـان فعله هذا غير مشروع، كدعاء المشركين لله في حـالة الضرورة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد