السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى
نَبِيِّكَ» ([1]) رواه
الترمذي.
*****
الرد على ما روي في مشروعية الدعاء عند قبر
النبي:
يمكن تلخيص ما ذكره
شيخ الإسلام هنا بما يلي:
أولاً: يمكننا القول بأنّ
كل ما رُوي في خصوص زيارة قبره صلى الله عليه وسلم فلا حجة فيه؛ لأنه إما ضعيف شديد
الضعف، وإما موضوع ومكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، كما نبّه على ذلك الأئمة
الحفاظ، كابن حجر، وشيخ الإسلام ابن تيميّة، وابن عبد الهادي، وغيرهم.
ثانيًا: أنه لو صحّ هذا
الأثر عن ابن أبي فُديك - مع ما ذكر الشيخ في سنده من الضعف الشديد - فإنَّ معناه:
الدعاء المشروع، وهو أنه إذا سَلّم على النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يدعو،
فإنه يتنحّى عن القبر، ويجعله عن يساره ويتوجه إلى القبلة فيدعو، ويكون ما ورد عند
ابن أبي الدنيا محمولاً على هذا الدعاء الشرعي.
ثالثًا: قوله في الأثر: «صلّى
عليه سبعون ملكًا»، هذا يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى
عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» ([2]). ولم يقل: «صلّى
عليه مَلك»، فهذا فيه مخالفة للحديث الصحيح.
رابعًا: أنه لا ميزة للصلاة
على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره عن الصلاة عليه في مشارق الأرض ومغاربها؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُ كُنْتُمْ، فَإِنَّ
صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» ([3]).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (486).
الصفحة 1 / 376