وذلك أنَّ الله تعالى يقول: ﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ﴾ أي:
فاختلفوا كما في سورة يونس، وقد قيل: إنها كذلك في حرف عبد الله ﴿فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ
مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ
فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا
جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ
يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٍ﴾ [البقرة: 213].
*****
كان الرسول صلى الله
عليه وسلم يدعو به في استفتاحه للتهجُّد إذا قام من الليل يقول: «رَبَّ
جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ» لماذا خصّ هؤلاء الملائكة
الثلاثة ؟ لأنهم جاؤوا بالحياة، فجبريل جاء بالوحي الذي فيه حياة القلوب، وميكائيل
الموكل بالقطر الذي به حياة الأرض بعد موتها بالنبات، وإسرافيل بيده الصور الذي
ينفخ فيه فتعود الأرواح وتحيا يوم البعث والنشور. فهو يدعوه بربوبيته لهؤلاء
الملائكة، هذا من التوسل إلى الله جل وعلا بأسمائه، فهو الرب سبحانه وتعالى رب
هؤلاء الملائكة العظام.
﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ﴾ يعني: على دِين أبيهم آدم، ليس عندهم شرك، إلى أن حدث الشرك في قوم نوح، فاختلفوا بعد ذلك؛ فالآية فيها تقدير: كان الناس أمَّةً واحدة، أي: فاختلفوا، ﴿فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّۧنَ﴾، أي: بعث الله نوحًا أول الرسل عند الاختلاف وحدوث الشرك، كما في سورة يونس عليه السلام: ﴿وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَٱخۡتَلَفُواْۚ﴾ [يونس: 19].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد